سقوط الألف من آخر الفعل
- التفاصيل
- المجموعة: تفاصيل
- نشر بتاريخ الأحد, 16 شباط/فبراير 2014 21:16
- كتب بواسطة: الشيخ الدكتور عبد السلام الهبطي الادريسي
- الزيارات: 2745
سقوط الألف من آخر الفعل
سقطت الألف من الأفعال للدلالة على اضمحلاله وأنه لا قيمة له ،كما نشاهد ذلك فيما ياتي :قال الحق سبحانه : ( سعو في آيــــــتنا معـــــجزين ) سبأ 5 وقد جاء الحذف هنا للإشارة إلى أن سعي الكفارمن أجل الوقوف في طريق رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم باطل وفارغ وقال جل شأنـــــه : ( وجاءو بسحر عظيم ) الأعراف 116 وقال سبحانه :( جاءو ظلما وزورا ) الفرقان 4 وقال الحق سبحانه :( وجاءو أباهم عشاء يبكون ) يوسف 16 فالألف هنا بعد الواو غير موجودة ،وذلك للإشارة إلى أن المجيء في هذه الآيات من دون استثناء باطل ،لأنه ليس على وجهه الصحيح وكذلك قوله سبحانه :( فإن فاءو فإن الله غفور رحيم ) البقرة 226 فقد حذفت الألف بعد الواو من فعل ( فاءو) للدلالة على أن الفيء هنا ليس محسوسا ،وإنما هو فيء رحمة وعطف وشوق إلى رجوع عش الزوجية ونفس الحكم نجده في قوله جل شأنه :( والذين تبوءو الدار والايمان من قبلهم ) الحشر 9 فحذف الألف هنا أيضا أتى للدلالةعلى أن هذا التبوؤ ليس على الجهة المحسوسة التي يقصدها الناس ،وإنما هو لمرضاة الله تعالى بدليل أن الله وصفهم بالإيثار الذي هو تفضيل الناس على النفس من أجل الدفاع عن الرسالة الإسلامية ،والآن ننتقل إلى زيادة الياء التي نجدها في قوله تعالـــــــــى : ( والسماء بنينــــاـــــــها بأيـــيْد ،وإنا لموسعون ) الذاريات 47 زيدت الياء هنا في لفظ ( بأيـــيْد ) للفرق بين ( الأيد ) بمعنى القوة التي بنى الله بها السماء ،وهذه القوة لا شك أنها هي أحق بالثبوت في الوجود من الأيدي الضعيفة التي لا حول لها ولا قوة أمام الخالق العظيم ،وقد اختلف العلماء هل الزائدة هي الياء الأولى أو الثانية ،والذي عليه العمل في المصاحف الآن أن الثانية هي الزائدة ،ولذلك وضع الصفر المستدير عليها كما هو معروف في قواعد الضبط وتزاد الياء أيضا في قوله سبحانــــــــــه : ( فستبصر ويبصرون بأييكم المفتون ) القلم 6 زيدت الياء في هذه اللفظة للإشارة إلى أن جنون المشركين بلغ غايته وحده ،ومضوا في تعديهم على النبي صلى الله عليه وسلم حتى قالوا إنه ساحر ،وغير ذلك من نعوت وأوصاف برأالله رسوله منها،فلو كان النبي صلى الله صلى الله عليه وسلم ساحرا لتحققت دعوته في أول أمرها باعتبار تأثير سحره فيهم. وبعد هذا ننتقل من الزيادة إلى الحذف كما نشاهد ذلك في قوله تعالى :( ألم يك نطفة من مني تمنى ) القيامة 37 حذفت النون هنا للدلالة على مهانة الإنسان وصغر قدره ،ولكن بمجرد ما يصبح عارفا يكفر بأنعم الله ،ويجادل ربه بغير علم ،ويصبح خصيما لله وصدق الله العظيم إذ يقـــــول :( فإذا هو خصيم مبين ) يس 77 ومما يزيدنا ارتياحا بإيمان الرسم القرآني ما نلاحظه في كلمة ( الصلوة ) فإنها رسمت بالواو بدل الألف ،للدلالة على شيء عظيم يندرج تحت حرف الواو ،ولكن بمجرد ما تخرج عن عموميتها فإنها ترسم بالشكل العادي ، فرسم اللفظة بالواو جاء يشير إلى أن صلاة المومن لا تقبل إلا بالخشوع ،وإذا رسمت بغير واو فإنها تشير إلى أنها تؤدى بالجوارح فقط وذلك مثل قوله تعالى:( ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها ) الإسراء 110 ومما رسم بالحذف في القرآن الكريم لفظة ( إسحـــاــــق ) الواردة في قوله تعالى: ( وامرأته قائمة فضحكت فبشرنــــــها بإسحـــــــــق ،ومن وراءإسحاق يعقوب ) هود 71 حذفت ألف كلمة إسحاق للإشارة إلى أنه عليه السلام جاء اسمه من مادة ( سحق ) وهي تفيد البعد الشديد ،يقال أسحقت المرأة إذا بلغت من الكبر عتيا ، فكانت أبعد ما تكون عن الحمل والولادة فلما أسحقت أم إسحاق ولدت طفلا اسمه إسحاق ،فكان آية من آيات الله تعالى ،وأصبح هذا الوصف له اسما علما عليه لا يشاركه أحد فيه ،فأسقطت لذلك الألف من اسمه .
Hébergement Web offert par www.ADK-Media.comHébergement Web offert par www.ADK-Media.com

