التكامل بين الرسم التوقيفي و الإعجاز العلمي

 

التكامل بين الرسم التوقيفي و الإعجاز العلمي

 

إنالرسم التوقيفي وظيفته تعليل الكلمات التي  تخالف الرسم القياسي  والإعجازالعلمي يشرح ويبين ما انطوت عليه أسرار هذه الكلمات ،فكلمة الإنســ'ـن مثلا رسمت بحذف الألف ،ومعنى هذا الحذف أنه جاء ليوحي إلينا أن قدرة الله هي فوق كلقدرة ،كما قال الحق سبحانه: ( يد الله فوق أيديهم ) أي:قدرة الله فوق قدرة الخلق .أماالإعجاز العلمي ،فيفسر لنا هذه القدرة بأنها تتجلى فـي أصغر مخلوق وهو الذرة،إلى أعلاها وهو  المجرة ،كما تتجلى هذه القدرةفي عدد هذه الذرة ،التي تصل إلى ثلاثة آلاف مليار خلية في الإنسان يموت من هذاالعدد ،مائة وخمسة وعشرون مليـون خلية في الثانية الواحدة ،ولسان حالها يقول :إياك أيها لإنسان أن  تلعب بك الدنيا،فإنك   ستفار قها ،كما فارقتك   أنا ،ونفس العدد ،يعود إلى محل العدد الفاني،ولسان حاله يقول أيضا ،إيــاك أيها الإنسان أن تغتر بالدنيا ،فإنك ستعود إلى ربك لتحاسب على ما قدمت في حياتك ،ويوحي إلينا الحذف من جانب آخر،بأن  ما يبدعه الخالق   سبحانه وينشئه يكون غائبا عنا ،أثناء هذاالإبداع ،فالخا لق لما ذرأ هذا الكون ،وغيره من مخلوقاته  لم يكن عقل الإنسان حاضرا .ومن هنا  وردت ،،ءايــــــ'ــــتنا ,,بحذف الألف ،من قوله تعالى :( سنريهم ءايـ'ـــتنا في الآفاق ) ومعناها المعجزات التـي يمتلئ بها هذا الكون ومـعوجودها فإن الإنسـان يبقى بعيدا عنهـا،ولم يعر فها حتى يتوصلإليها بالعلم ،بمعنى أن الله نقله  منالجهل،إلـى العلـم فأصبح  يرىما كـان لايراه.كما يظهر لنا من  قوله سبحـانه وتعالى  ( وترى لجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب  ) سورة النمل الاية   9     فقد رسمت الكلمة بإثبات الألف ، للدلالة على قدرة الله  التي تتجلى في البحار والمحيطات والنجوم  والمجرات والخلايا وعالم النحل ،وعالم النمل ،وغير هذا مما يستحيل علمه إلا  الخالق العظيم ،فهذه الأكوان كانت في طي الجهل ،فأراد الله سبحانه أن يخلق عباده،وهم على علم مما خلق ،ليكون إيمانهم أعمق ،والإعجاز يكمن في النص القرآني الذي يتضمن أن مرور الجبال ليس ذاتيا ،وإنما هو تابع لدوران الأرض ،فالله لم يقل تمر مرالبرق ،أومر الريح ،ولكنه قال:تمر مر السحاب ،التي تنطلق بدافع الرياح ،فكذلك ااشأنفي الجبال ،فإن تحركها يعود إلى دافع الأرض .فالسحاب لا يمشي  بقوة ذاتية ،وإنما  يمشي بقوة الرياح ،ومن هنا جاء التشبيه القرآني الكريم قويا ،ودقيقا في إثبات دوران الأرض ،وقد قال بعض المفسرين إن مرور الجبال سيكون يوم القيامة ،ولم يكن في الدنياوالجواب عن هؤلاء ،نجده في قوله سبحانه: ( يوم تبدل الارض غير الأرض والسمـــ'ــــو'ت ، وبرزوا لله الوحد القهار ) إبراهيم 48حيث ستتحلل وتتفتت ،ولم يبق لها شأن يذكر،بدليل قوله سبحانه: ( يوم يكون الناس كالفراش المبثوث وتكو ن الجبال كالعهن المنفوش ) القارعة  4ـــ 5 والثابت من هذا القول كما يقول العلم ،إنمرور الجبال ،إنما يكون في الدنيا وليس في العالم الآخر.وللمزيد من التوضيح ،فيما  يتعلق بمنكري مرور الجبال في الدنيا ،نمر مرورا سريعا بهذا التعبير الموجز العلمي  كجواب عن هؤلاء المفسرين فنقول منذ لحظة الانفجار ،والكون يتمدد،وما زال لحد الآن .كما قال سبحانه  :( والسماء  بنينــ'ــــها  بأييد، وإنا لموسعون) الذاريات 47 وسرعة التوسع لهذه الكائنات ،تبقى أكثر بكثير من سرعة المجرات .وبأمرالله تأخذ هذه القوة في التراجع إلى  مركزالكون الأول بسرعة مدهشة .حتى يتلاشى الزمان والمكان ،وتعود مادته الأولى التي كانت  منتشرة أثناء عملية التمدد ،إلى أن يصبح الكون كله في نقطة متناهية في الضآلة والحرارة والكثافة .وبذلك يعود هذا الكون إلى حالته الأولى التي يطلق عليها مرحلة ’’الرتق،،وقد أطلق العلماء  على عملية الانكماش هذه ( بنظرية الانسحاق) وهي معاكسة لعملية  ( الانفجار الكبير) يقول سبحانه وتعالى في هذا الشأن :( يوم نطوي ا لسماء كطي السجل للكتاب ،كما بدأنا أول خلق نعيده ،وعدا علينا ،إنا كنا فــ'ـــعلين) يقول جل شأنه : ( يوم تبدلالارض غير الارض والسمــ'ــــوت،وبرزوا لله الوحدا  لقهار) إبراهيم  50  ويستنتج من النصين الكريمين أن الله سوف ياتي مرة أخر  بكون جديد في شكل جرم متناه في الصغر اسمه في القرآن ( رتق) وهو على غرار الجرم الأول الذي سوف يتحول مرة أخرى إلى سحابة من الدخان كما تحول الجرم   الأول ،ومن هذا الدخان سوف يخلق الله أرضا غير الأرض الحالية وسوف ينشئ منه سماوات غير السموات التي فوقنا ،وهنا تبدأ الحياة الأخرى ،فهي خلود بعد بعد موت ،وصدق الله  العظيم إذ يقول ادخلوها بسلـ'ـــم، ذلك  يوم الخلود . سورة قالآية 34 وبهذا  الجواب نكون ى  قد طوينا صفحة الخلاف ومن خلال ما تقدم ، يتضحأن لفظة ’’تفــــ'ـــــوت،،وردت بحذف الألف ،للدلالة على أن قدرة الله فوق كل قدرة ،كما قال الحق سبحانه ( يد الله فوق أيديهم ) سورة الفتح الآية 10 أي قدرةالله  فوق قدرة الخلق،كما أن حذف الألفورد للإشارة إلى وحدانية الله سبحانه ،فانفراد الله  وحده ،دون التصاقه بالحروف ،الأخرى يدل على هذه  الوحدانية ،وجاء حذف الألف أيضا ،يشير إلى تصرف اللهوحده في ملكه ،هو من الأمور العلوية ،بمعنى أنالعقل البشري لا يدرك ما ينشئه  الله ،لكن  إذ ا وردت اللفظـة بإثبـاـت الألف ،مثل كلمة  ( الجبال ) فإن العقل يدرك  معناها ،وأن العين تشاهدها ،فتعتبر بهذا المفهوم ،من الأمـور السفلية وتجدر الإشارةإلى أن هناك فرقا بين الحذف والإثبات حذف يشير إلى علو القدرة،وسموها والإثبات وردلإثبات هـذه القدرة وبراهين كل من القدرتين ،تتجلى فيما نشاهده بأعيننـا،ونعلمـه بقلوبنا  وعقيدتنـا     .

 

 

 

 

Hébergement Web offert par www.ADK-Media.com