"الإثبات والإعجاز في لفظة "الجبال
- التفاصيل
- المجموعة: تفاصيل
- نشر بتاريخ الأحد, 16 شباط/فبراير 2014 20:53
- كتب بواسطة: الشيخ الدكتور عبد السلام الهبطي الادريسي
- الزيارات: 2090
الإثبات والإعجازفي لفظة (الجبال)
وردت كلمة (الجبال) في القرآن ثلاثة وثلاثين موضعا منها ما ذكرفي قول الحق سبحانه : ( وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب ) 1ـ جاء في بعض التفاسير ومنها تفسير ابن كثير ـ رحمه الله ـ ( ترى الجبال وكأنها ثابتة وهي تمر مر السحاب ) ،فهذا قول غير كاف ،لأنه يشير ـ والله أعلم ـ إلى جبال يوم القيامة ،مع أنها ستنسف نسفا ولم يبق لها وجود في ذلك اليوم ،ونعود بعد قولنا هذا :إلى تعليل إثبات كلمة (الجبال) رسمت هذه اللفظة بإثبات الألف للدلالة على إثبات قدرة الله ،لأنه كما هو معروف في علم الرسم التوقيفي أن الكلمة في القرآن إذا وردت بإثبات الألف فإنها تدل على الأمور السفلية ،بمعنى أنها تدرك بالعقل ،وتفهم بالذهن ،وذلك باعتبار أنها من الأمور المحسوسة ،وإذا وردت بحذف الألف ،فإنها تدل على الأمور العلوية ،بمعنى أنها لا تدرك ولا تفهم من طرف العقل ،لأنها فوق طاقة الإنسان المحدودة ،ثم إن إثبات الألف جاء يحمل لنا هدية إثبات قدرة الله ،ومن خلا لها يدرك الإنسان إثبات عقيدته التي تنطلق منها العبادة الصحيحة ،فإذا كان إثبات الألف في لفظة ( الجبال ) يقدم يده للإعجاز العلمي وكأنه يقول له :أنظر أيها العلم المحلل ،إذا كنت تفسر لنا ما يظهر في هذا الكون ،فإني بدوري أقدم لك منطلق قدرة ربي ،ومنها على سبيل المثال إن ( اليرقات ) تاكل أكثر من أوراق أشجار الصفصاف وتعيش منها في الغالب ،لكنها إذا رأت كل متعد عليها ،فإنها تقوم على الفور بإفراز مادة سامة تفرزها من جسمها حتى لا يضايقها في أكل هذه الأوراق ،ويتضح من خلال ما تقدم ،أن الرسم التوقيفي يقدم للإعجاز العلمي منطلق قدرة الخالق وهو إثبات الألف ،أما الإعجاز العلمي ،فإنه يقدم للرسم التوقيفي تحليل ما يشاهده الإنسان في هذا الكون من عجائب وغرائب، ومن أسرار القرآن ما نقرؤه في قوله تعالى( والجبال أوتادا ) 2ـ يفيدنا الرسم التوقيفي مرة أخرى أن إثبات الألف جاء يؤكد القدرة المطلقة التي انفرد بها الخالق العظيم ،أما الإعجاز العلمي فنجده يقدم لنا أن الجبال هنا بمعنى الأوتاد التي يتكئ عليها هذا الكون ومن شأن الوتد أن يكون الجزء المختفي منه في الأرض أكبر بكثير من الجزء الخارجي الظاهر فوق الأرض ،وهنا نجد العلم يخبرنا بأن جبال (الهيمالايا )لا يتعدى الجزء الظاهر منها تسعة كيلومترات ،بينما الجزء المختفي تحت سطح الأرض يصل إلى خمسة وسبعين كيلومترا ،وهكذا يتبين للقارئ الكريم أن الرسم التوقيفي يثبت أسرار هذا الكون ،والإعجاز العلمي يفسر هذه الأسرار ويحللها.
المصـــــــــــــــادر
1ـ سورة النمل الآية 27
2ـ سورة النبأالآية
الإعجاز العلمي في الإسلام للأستاذ محمد كامل ص 104
البراهين العلميه للأستاذ عبد المجيد ص119
صفوة التفاسير مج 2 ص421

