أغرب تحد في التاريخ البشري

 

أغرب تحد فيالتاريخ البشري

لقد أعلن القرآن الكريم بصوت عال لا إبهام فيه ولا غموض، ( وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فاتوا بسورة من مثله ،وادعوا شهداءكم إن كنتم صـاــدقين )1ـ يتضمن النص القرآني الكريم إذا كنتم أيها الناس في شك وارتياب، من صدق هذا القرآن المعجز في  بيانه وشريعته ونظمه ،الذي أنزلناه على عبدنا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم فاتوا بسورة واحدة من مثله في البلاغة والفصاحة والبيان ، وادعوا إن شئتم أنصاركم لمساعدتكم على معارضة هذا القرآن ،ولكنكم لن تستطيعوا ،لأنه كلام أسمى وأبلغ من كلامكم ،أما الرسول الذي أنزل عليه ،فهو رجل مثالي يتصرف بسلوك غير عادي ،ولأن كلامه مملوء بجوانب يستحيل حصولها للإنسان العادي ،وما دام باب المستحيل مفتوحا في وجه خصومه ومعارضيه ،نقول بافتخار إن هذا القرآن سيبقى صامدا في وجه أساطين البلاغة ،منتصرا بما ينطوي عليه من أسرار وعجائب وغرائب ،ويتجلى قولنا هذا ،أن شاعرا عملاقا هو لبيد بن أبي ربيعة لما سمع بفصاحة القرآن، وأن كثيرا من خصومه شهدوا له بأنه كلام ليس ككلام العرب ،قام على الفور وكتب قصيدة عالية الجودة وعلقها على باب الكعبة ، وكان العرب لا يسمحون بذلك إلا لمن له امتياز وكفاءة عالية في الشعر الفصيح ،وشاء الله أن يكتب مسلم آيات قرآنية بجانب هذه القصيدة ،وذات يوم مر لبيد بباب الكعبة وكان هذا قبل إسلامه ،ولما تأمل في الآيات القرآنية ،وجد نفسه أنه بعيد عنها فصاحة وبلاغة وبيانا ،وقال والله ما هذا بقول بشر ،وأنا من المسلمين ،وقبل أن يفارق الدنيا وفقه الله لأن يقول :

 

الحمد لله الذي لم يأتني أجلـــــــي        حتى كساني من الإسلام  سربالا .

 

وبتأثر هذاالشاعر العملاق ببلاغة القرآن هجر الشعر وفارقه بالمرة، وذات يوم طلب منه عمر بنالخطاب ـ رضي الله عنه ـ أن يقرأ عليه شيئا من شعره ،فقرأ القرآن وقال: ماكنت لأقول الشعر بعد أنعلمني الله سورة البقرة وآلعمران.

المصـــــــــــــــــــادر 

الإسلاميتحدى للأستاذ وحيد الدين خان ص126

محاضراتفي علوم القرآن للدكتور غانم قدوري ص236

تفسيرالقرآن العظيم للشيخ الشعراوي ص9

1ـ سورةالبقرة الآية 23

Hébergement Web offert par www.ADK-Media.com