الرسم التوقيفي : إثبات وإعجاز لفظة ( حجارة )

 

الرسم التوقيفي : إثبات وإعجاز لفظة ( حجارة )

 

وردت كلمة ( حجارة ) بإثبات الألف في قوله سبحانه : (وقالوا أئذا كنا عظــاـــماورفـــــاــــتاإنا لمبعوثون خلقا جديدا ،قل كونوا حجارة أوحديداأو خلقا مما يكبر في صدوركم ،فسيقولون من يعيدنا قل الذي فطركم أول مرة ) 1ـ  يتضمن النص القرآني الكريم ،استفهام تعجب وإنكار ،فقد صرح المشركون المنكرون للبعث قائلين : أئذا أصبحنا عظاما هشة أكلتها القرون والسنون ،أئنا لمبعوثون خلقا جديدا بعد أن نفنى ونبلى ،قل يامحمد لهؤلاء الكفار المشركين لو كنتم حجارة أو حديدا لقدر الله على بعثكم وإعادتكم إلى ساحة الحساب ،فضلا عن أن تكونوا عظاما ورفاتا ،فالله سبحانه لا يقدر أحد أن يقف له في طريق ما يريد تحقيقه فلو كانت أجسامكم من الحديد والحجارة لأعادها الله  إلى أجسام تتحرك فيها الأرواح لتحاسب ،ولو كنتم خلقا آخر ما وراء الحجارة لأتى بكم للحساب والجزاء ،وبعبارة أخرى كونوا كما شئتم فلا بد من إعادة الحياة إلى هذه الحجارة بعد زرع الروح فيها ولو كانت رمادا لتحاسب أمام الله وهي   في صورة إنسان للحساب والجزاء ،هذا تفسير لبعض علماء التفسيرتعليل إثبات ألف كلمة ( حجارة ) رسمت ألف اللفظة بالإثبات للإشارة إلى إثبات قدرة الله سبحانه ،فهي دائمة ومستمرة ،فإثبات ألف الكلمة يشهد بهذه القدرة لمطلقة التي هي فوق كل قدرة ،كما قال الله جل شأنه : ( يد الله فوق أيديهم ) أي :قدرة الله فوق قدرتهم ،وعليه ،فإثبات الألف، رسم بهذا الشكل للدلالة على أن ما يوجد في هذا الكون ،هو تحت تصرف الخالق المطلق ،وهو قادر على إعادة الخلق للحساب والجزاء ،ولو كانوا حجارة أو حديدا أو خلقا آخر ما وراء الحجارة والحديد ،أو بعبارة أخرى كونوا كما أنتم ،فلا بد لكم من الرجوع إلى ساحة الجزاء ،أما من جانب قدرة الله ،فقد ثبت أن للنباتات جهازا للمناعة يحميها ويمكنها من مقاومة الأمراض ،ومن هذا المنطلق نعلم أن النباتات كائنات حية يوجد بجذ ر كل شجرة  منها مركز للتحكم يوجهها كيف يشاء ،ويفيدنا العلم ،أن كل شجرة من الأشجار تمتلك وسائل التفكير ،ومعرفة الخطر ،وابتكار الوسائل للدفاع عن نفسها ،واتخاذ القرار المناسب لحماية أغصانها وأوراقها ،وهي في نفس الوقت تسبح لخالقها العظيم ،وفي هذا الشأن يقول ربنا الكريم (ألم تر أن الله يسجد له من في السمــاــــوات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب ،ومن يهن الله فما له من مكرم،إن الله يفعل ما يشاء ) سورة الحج 18 ـ هذه هي قدرة الله ،كما تتجلى في النص القرآني الكريم ،انطلاقا من تواصل الإعجازين القرآني والعلمي                                           .                                              
المصادر

ـ التفسير العلمي في الإسلام للأستاذ محمد  كامل ص93

ـقدرة الله وعد له ص  33

 

Hébergement Web offert par www.ADK-Media.com