من إعجاز الرسم التوقيفي

 

 من إعجاز الرسم التوقيفي

 

قال الحق سبحانه :(وما نرسل بالآيــاـت إلا تخويفا)سورة الإسراء الآية :59حذفت الألف من لفظة (بالآيـاـت)  لـلإشارة إلى المعجزات الكونية كالرعد والبرق والكوارث الطبيعية بصفة عامة ، فإذا  كان هذا الكون خاضع القدرة الله سبحانه،فإنه منجانب آخر ،يدل على أن  ما يجري في كونه لاعلم لنا به ، وهذا ما يشير إليه حذف الألف من الكلمة الشريفة ( بالآيـــاــت ) وفي نفس الوقت يدل هذا الحذف على أن قدرة الله فوق كل قدرة ،إذ أن ما يقوم به الإنسان من إبداعات واختراعات ومفاجآت علمية هو بالنسبة الى الله سبحانه لا شيء ،حيث إن قدرة  الله أعلى وأسمى من أي قدرة كانت فقدرة الله مطلقة،وقدرة المخلوق نسبية وشتان ما  بينهما وصدق الله العظيم إذ يقول:( يد الله فوق أيديهمسورة الفتح الآية :   10 ثم من جانب آخر،نجد أن هذاالحذف يشير إلى التوحيد ،والوحدانية ،فانفراد الألف عن مجموعة الحروف ،وارتفاعه فوق الخط يشير إلى انفراد الله سبحانه عن الكائنات وأنه لايشاركه أحد في ملكه ،وأنه هوالواحد الأحد ،وقدرة الله تتجلى فيم نشاهده من هذهالأسرار التي لا نعرف منها إلا جزءا يسيرا جدا،بحيث لا نعرف من ملكه العظيم إلا خمسة في المائة ونجهل خمسة وتسعين في المائة  وهو كون ملفوف في الظلام ،ومعنى كلمة (التخوف)الحوادث التي يسلطها  الله على الناس جزاء أعمالهم المنحرفة كالأمطار واختلاط البحار بالأنهار وتسليطالرعب والتدمير ،وهذا ما يرمز إليه حرف (ذ)حيث كان هذا الحرف عند العرب بمعنى ( القوة) الشديدة أو بمعنى القوة المتوسطة حسب تكرارالحرففي  القرآن، فإذا كرر هذا الحرف في السورة خمس  مرات ،فسيكون الضرر أقل، وإذا تكرر في السورةسبع مرات فسيكون الزلزال أكثر من الأول  بحصول الفزع والخوف وشق الجدران، وإذاتكرر عشر مرات ،فسيحدث قلع الأشجار وسقوط البيوت والعمارات ،وإذا تكرر ،هذاالحرف (ذ)اثنتي عشرة مرة فسيكون نسف الجبال وتفتيتها يوم القيامة،  وإذا تكرر هذا الحرف تسع عشرة مرةفسيكون الفناء ،واستواء الجبال بالأرض،وذلك تمهيدا للحساب والجزاء ومن هذا المنطلق يتضح أن العرب كانوا يعطون لهذا الحرف وصف القوة، فاستعمله الله كرمز لقوة الزلازل فكان إذن حرف (ذ) كنواة لكلمة (إذا) التي تدل  على الكوارث الكونية ،والزلازل الأرضية  وتزداد قوة الكوارث كلما تكرر هذا الحرف وهكذا نجد في  سورة الزلزلة  أن الحرف قد  تكرر فيها خمس مرات،وفي سورة الانشقاق  تكرر الحرف عشرمرات  ، وقد تكرر حرف (ذ) في سورة الانفطار سبع مرات ،  وفي سورة الواقعة نجده قد تكرر ست عشرة مرة،أما فيسورة التكوير فقد تكرر تسع عشرة مرة ومعلوم أن هذا  التسلسل مقصود عند الله سبحانه وليس  صدفة أبدا ،وبسورة التكوير يكون الله قد أنهى شريط الحياة الدنيا،حيث قال :( فإذا برق البصر ،وخسف القمر ،وجمع الشمس والقمر ،يقول الإنسـاـن يومئذ أين المفر ) سورة القيامة الآية :    16  ونجد في قوله سبحانه  (  ألم يك نطفة من مني تمنى ) سورة القيامة الآية : 7حذفت النون من لفظة ( يك)  للإشارة إلى مهانة الإنسان فيأول نشأته ،حيث تكون نطفة الماء ضعيفة ،وفي نفس الوقت تكون محتوية على مئاتالملايين من الحيوانات المنوية التي لا يعلم حقيقتها إلا الله سبحانه ،ثم تتسابق  على بويضة المرأة ،والفائز منها يدور حولها سبع مراتليشارك المخلوقات في توحيد الخالقلأن جميع ما في الكون يطوف سبع مرات من أجل التوحيد ،وبعد هذا الطواف يلتقي بالبويضة ،حتى إذا ما خرج إلى الوجود يكون قدوحد الله سبحانه ومن جانب آخر ليطابق هذا الطواف مراحل وجوده وبداية خلقه ،وفي هذا الشأن ،يقول الحق جل شأنه:(ولقد خلقنا الانســاــن من سـلــاـة من طين ،ثم جعلنـاـه نطفة في قرارمكين ،ثم خلقنا النطفة علقة ،فخلقنا العلقة مضغة،فخلقنا المضغةعظـاــما ،فكسونا العظــاــم لحما ثم أنشأنـاـه خلقا ءاخر ،فتبـاــرك الله  أحسن الخـــاــلقين ) سورة المومنون الآية :14  ومن إعجاز الرسم التوقيفي ،كلمة ( شــاـهدا )  التي ذكرت في القرآن الكريم  ثــــــلاث مرات ،منها قوله تعالى: ( يـأيها النبيء إنا أرسلنـاــك شـهدا ومبشرا ونذيرا) سورة الأحزاب الآية  :  45  حذفت الألف من الكلمات الثلاث  للدلالة على أن النبي صلى الله عليه وسلم، ملتصق بنا برسالته وسنته وشفاعته وحديثه الشريف،ونحن بدورنا  ملتصقون به في كل صلاة ،حيث نصلي عليه ونسلم،كلما ذكر اسمه، بدليل  أننا نطلب خالقنا  العظيم،أن ينوب عنا في الصلاة عليه ،لعجزناعن مكافأته، فهو صلى الله عليه وسلم ،كلما صلينا عليه نجد أنفسنا  عاجزين عن الصلاة  الكاملة عليه التي يستحقها،وذلك نظرا لنبوته وجهاده وصبره الطويل ضد أعداء رسالته،ومن هنا جاء قولنا (  اللهم صل عليه ) إذن فحذف الألف جاء  يرمز إلى الوحدة والالتحام والالتصاق بين الرسول الكريم وبين أمته،وكذلك  الشأن فيكلمة  ( والدة) ، فقدوردت بحذف الألف للإشارة إلى التصاقهذه الأم بولدهاحيث إنها لا تنفصل عنه في جميع مراحل الحياة،ومن جانب آخر ،يظهر أنكلمــــة ( ألواح )  وردت بإثبات الألف ثلاث مرات في القرآن الكريم،وذلك مثل قوله سبحانه :( وكتبنا له في الألواح من كل شيء)   سورة الأعراف الآية :   145   وعلة ذلك أن هذه )الألواح (كانت منفصلة عن بعضها ، بحيث كل لوح كان على حدة ،وهذا بخلاف ( ألواح ) سفينة نوح  التـي ذكرت بحـذف الألف،وذلك للإشـارة إلىأن كـل لوح مـن هـذه الألواح كـان متصلا بالآخــر،حتى لا يتسرب الماء  إلى أجزائهـا والله أعلم .

Hébergement Web offert par www.ADK-Media.com