رمضان شهر الصحة والفوز بالمغفرة
- التفاصيل
- المجموعة: تفاصيل
- نشر بتاريخ الأحد, 23 شباط/فبراير 2014 16:46
- كتب بواسطة: الشيخ الدكتور عبد السلام الهبطي الادريسي
- الزيارات: 1393
رمضان شهر الصحةو الفوز بالمغفرة
إن الصوم صحة للجسم،وراحة للنفس،أما صحة الجسم فتتجلى في بعد الصائم عن كل ما يضره من سموم وأمراض تنشأ عن أكل الطعام والجماع،لأن الجسم ما دام خاليا من الطعام ،فإنه يجد الطريق ممهدا لاكتساب صحة أفضل، و ذلك بسبب ذوبان السموم التي تعلقت به أثناء الأكل طيلة السنة،وأما صحة النفس فتعود إلى نور الصلاة والتراويح،وقراءة القرآن الكريم وقناعة المتواضعين،لأن الصلاة تنسي الصائم من التفكير في حطام الدنياوهمومها،وهنا تحصل سعادة الروح وطمأنينة القلب،أما قراءة القرآن بتأن وترتيل،فإنه يدعوه إلى الخشوع والبكاء والتوبة و الندم،وهنا تذوب أطماع الدنيا من القلبوتغيب شهواتها عن النفس وأما فيما يتعلقبالقناعة، فإن الصائم حينما يرى الفقير لايملك شيئا ويفطر بالقليل، فإنه ينزل عنده ليسير معه في فلك فقره وضعفه،وهنا نجد الصائم الغني ينزل من برج حطام الدنيا إلى النظر فيما دون سواه،ويا ليتنا لوعملنا بما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم،من تواضع وفقر ،فلو تتبعنا سنته لعشنا سعداء،ومن سنته صلى الله عليه وسلم،أنه كان ينام على حصير ويبكي الصحابة من تأثيرها في جسمه الشريف،ويقولون لو تركتنا يا رسول الله نقدم لك ما يريحك ،فيقول النبي الكريم لا تتألموا لمنظري فأنا أعيش لا لنفسي وإنما أعيش من أجل خدمة رسالة ربي وإصلاح شأن أمتي،فلو كنت أريد الدنيا لبسطها الله أمامي كما يبسط الفراش على أن إيمان الصائم يقوى بمخالطة الصالحين وقراءة القرآن، ومطالعة كتب السير والأخلاق، ومن جانب آخر ،فإنه يجد في لقائه مع إخوانه في المساجد التقدم الروحي والنفسي،و لو تأمل قليلا لعلم أن اجتماع المصلين في بيوت الله أن الهدف منه راجع لإصلاح النفس ومعالجة الروح بالتأثير والتأثر بمعنى أنه يؤثر في غيره بأخلاقه وسلوكه، و يتأثر من غيره بما عندهم منأخلاق وفضائل، فالغني لما يرى الفقير وهو يعيش في حالة متواضعة يراجع نفسه وينزل إلى مستواه ،ويقول إن الدنيا لا تدوم ،وإنما الدوام لله سبحانه، فيرق قلبه بالرحمة ويقدمله من الخير ما يجعله ينظر إليه بالاحتراموالتقدير ولا ننسى أن الصائم يعيش في هذا الشهر الكريم متمتعا بحب صومه،مصمما على أدائه على الوجه المطلوب،وذلك بعدم وجود عسكر الشياطين الذين يقيدون بإرادة الخالق سبحانه،وفي نفس الوقت تفتح أبواب الجنان في وجه الصائمين وتسد دونهم، و في حق هؤلاء قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربهعز وجل" اشهدوا يا ملائكتي إن عبدي ترك طعامه وشرابهم ن أجلي "ويقول الخالق سبحانه "شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس "سورة البقرة الآية 185 ومن جانب آخر ، فإن فم الصائم المومن في هذا الشهر تشم منه رائحة طيبة بسبب صومه ،كما أن في هذا الشهر الكريم تنزل الملائكة من السماء إلى الأرض لتستغفر للعباد ،وتسلم عليهم في ليلة القدر،وعند توجه الصائم إلى ربه ،طالبا منه المغفرة، يقال: "يا رب صوت معروف من عبد معروف اللهم استجب له "حتى إن الله قال لجبريل "لا تعجل بقضاء حاجة عبدي ،فإني أحب أن أسمع صوته " وتستمرالملائكة في الدعاء حتى صلاة الفجر ثم يفارقون الأرض في طريقهم إلى السماء تاركين أنوار بركاتهم لأهل الأرض .
Hébergement Web offert par www.ADK-Media.com

