تأثير القرآن في نفوس المومنين

التفاصيل

المجموعة: تفاصيل

نشر بتاريخ السبت, 22 شباط/فبراير 2014 22:31

كتب بواسطة: الشيخ الدكتور عبد السلام الهبطي الادريسي

الزيارات: 1900

تأثير القرآن فينفوس المومنين

إذا كان القرآن يؤثر في القلوب، ويحرك المشاعر  في رمضان بالترتيل في المساجد وبيوت الله، فأرى بحق أن أتعرض له من  حيث تأثيره في  نفوس  المومنين الذين يهتمون  به وينصتون إليه أما الذين لا يوجهون إليه بالهم ، فإنه لا يفيدهم في شيء ،ومن هنا جاء إعجازالتأثير بالإنصات إليه كما قال سبحانه ،(وإذا قرئ القرءان فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون) سورة الأعراف الآية204  فلكي يؤثر القرآن في المستمع ، فعليه أن يكون قوي الانتباه ، وهنا يحصل مراد الله ، وهو التأثير في النفس بقوة وهنا أقف قليلا أمام معجزة قرآنية وقعت لفتاة يوغسلافية هربت من جحيم الحرب،وحضرت صلاة جمعة وتأثرت كثيرا بالخطيب،فحينا كانت تتأثر قليلا،وحينا كانت تتأثر كثيرا،فعلمت أن الذي تأثرت به كثيرا ليس كلاما عاديا،وإنما هو كلام له شأن،فلما انتهى الإمام من الصلاة،وحكت له قصة ما جرى لها وهي تبكي ، أخبرها بأن تأثرها القليل بما تسمع،يعود إلى اللغةالعربية،وتأثرها الكثير،يعود إلى القرآن الكريم،علما أنها تجهل اللغة العربية تماما وهذا عمر بن الخطاب ــ رضي الله عنه ـ لما سمع أخته ترتل القرآن الكريم، تأثر به كثيرا،وطلب منها الإذن لقراءة ما تيسر منه،  فرفضت وقالت له( إنه لقرءان كريم في كـتــب مكنون لا يمسه إلا المطهرون)سورة الواقعة الآية  82  فقام على الفور وتوضأ وأعطته القرآن،وبمجرد ما قرأ ما تيسر  من سورة  طه  أحس بنور القرآن يسري في عروقه، وأن تأثره به قد حرك مشاعره،فلم ير أمامه إلا أن يقصد الرسول صلى الله عليه وسلم،وينطق بالشهادة،وهنا كبر الحاضرون لإسلام عمر،ومن هذا المنطلق،نعلم أن معجزة القرآن ليست كمعجزة موسى،التي انتهت بمشاهدتها، أو كمعجزة عيسى التي بمجرد ما ظهرت للحاضرين،غابت عنهم،أما معجزة محمد صلى الله عليــه وسلم،فهـي القرآن الخالد ورحم الله شوقـي إذ يقول:

أخوك دعـــــــا ميتا فقام له       وأنت أحييت أجيالا من العدم