ليلة القدر وبدء نزول الوحي

 

ليلة   القدر وبدء نزول الوحي

 

نزل القرآن الكريم في الرابع والعشرين من رمضان المعظم،وهو يحمل هداية الله للعباد ،لإخراج الناس من الظلم المسموم ،إلى النور الجلي، وبذلك دخل الخلق في طريق الإيمان، والسبيل المستقيم ،هذا وقد نزل القرآن الكريم، من اللوح المحفوظ، إلى سماء الدنيا ببيت العزة ، ثم أخذ ينزلعلى النبي صلى الله عليه وسلم ، حسب الأحداث والوقائع في مدة ثلاث وعشرين سنة و يفيدنا العلم في هذا المجال، أن الكتب السماوية قد تقدمت على القرآن الكريم  في النزول، فنجد صحف إبراهيم قد نزلت  في اليوم الأول من رمضان،ونزلت التوراة على موسى في اليوم  السادس منه ،ونجد الإنجيل قد تزل على عيسى في اليوم الثالث عشر من رمضان، هذا ومن المعلوم   أن لقرآن)  لم يذكر عند ذكرالنزول، وإنمــا اكتفى بذكر الضميرفــي لفظة ( أنزلنـــــاــــه) يعــودعلى القرآن، وذلـك باعتبـار أن القرآن معروف لا يحتـاج إلـى ذكر، وذلك لسموه  وبلاغتــــــه وعلو شأنــــــه.

 

سبب تسميتها بليلة القدر

 

 

سميت هذه الليلة بليلة القدر،لأنه سبحانه يظهر فيها ما كان مقدرا في الأزل من مطر ورزق،وإحياء وإماتة إلى السنة القادمة ويسلم ما تم تقديره إلى ملائكتــه، كما أنها سميت بليلة القدر،لأن الطاعــات تصبح   فيها ذا قدر،وسميت بذلك أيضا لأن من كان محروما قبلها من قدر يصبح فيها ذا قدر إذا قام فيها إيمانا واحتسابا، وقيل سميت أيضا بليلة القدر لأن القرآن الذي أنزله فيها هو ذو قدر،على محمد ذي قدر،بواسطة ملك ذي قدر،لأمة ذات قدر أو تكون تسميتها جاءت من لفظة ( ومــــــن قدر عليه رزقه سورة الطلاق الآية   7 بمعنى أن  الأرض تضيق بالملائكة حتى  يصبح عددهم لا يعلمه إلاالله.

 

المؤمنون في ليلة القدر

 

شرف الله ليلة القدربنزول القرآن و الملائكة، إذ في هذه الليلة الثقيلة بالأنوار الربانية، يتجلى المؤمن الصادق ، أمام ربه بإيمان وحب عميق، وفي هذه الليلة يتم التواصل بين الناس ،ويتجدد العهد بين الخالق والمخلوق وتتم صلة الرحم بين الملائكة والمؤمنين،إنها ليلة رحمة وخشوع وليلة لقاء وتوبة وفي هذه الليلة الجليلة يكثر الإقلاع عن كل ما هوحرام،وتكون المساجد فيها عامرة بالقلوب المطمئنة والنفوس الطاهرة ويعيش حملة القرآن في بيوت الله في جو رباني يتلون كتاب الله والمحبون لهم ينصتون إليهم باهتمام، فمنهم الخاشع، ومنهم الباكي، ومنهم المتأمل، ومنهم المحاسب لنفسه إذ كل مومن في ليلة القدر يراجع فيها نفسه، ويبحث عن نواقصه ليمحوها بالتوبة الصادقة والتضرع إليه جل شأنه  وفي هذه الليلة يصافح الملائكة المؤمنين ويشاركونهم في احتفالهم بهذه الليلة الخالدة وهكذا يبقىحبل الاتصال بين أهل الأرض، وأهل السماءإلى صلاة الفجر وهوالوقت الذي يودع  فيه الملائكة عباد الله وهم مغفورلهم. ويلاحظ أن جبريل عليه السلام، ذكر مع الملائكة، وذكر وحده، و يعتبر هذا تشريفا له من الله تعالى، وبهذا يكون الأمين جبريــل، قــــد فـاز بانضمامـــــه إلــى كوكبة الملائكة الذين هبطوا إلى مساجد الأرض في ليلة القدر، لصالح المومنين، وشرف انفراده عــن هــذه الكوكبة، ويتجلى هذا في قوله تعـالى:  (تنزل المـــلائكة والروح ).

 

 

Hébergement Web offert par www.ADK-Media.com