الاصلاح الاجتماعي

 

التعريف بالمخدرات

 

 

المخدرات أنواع عديدة منها :الأفيون الذي يوكل أو يشرب ،ومنها المورفين وهو مشتق من الأفيون ،وهذا الأخير يستنشق أو يدخن ،ومن هذه المخدرات ،الحشيش وهو من  النبات  الهندي ،وهذا  يوكل أو يشرب،ومن هذه السموم القاتلة ما يصنع بطريقة كيماوية مثل أقراص السيكونال وعقاقير الهلوسة ،ومن هذه المخدرات ما يحول الشخص إلى كائن ضاحك متحرك فاقد لشعوره بالمرة يبني قصورا وأبراجا في عالم أحلامه مثل عقاقير الهلوسة .   

                    

 

المخدرات داء خطير

 

 

 لقد ثبت علميا أن المخدرات تؤثرفي الوظائف العقلية وتلعب بها ،كما تبعث في النفس القنوط والملل وتجعل من صاحب هذه السموم عنصرا مشلولا عديم الجدوى في المجتمع ،وصدق الله العظيم إذ يقول (ولا تقتلوا أنفسكم ،إن الله كان بكم رحيما )سورة النساء الآية 29 وقال جل شأنه (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا )سورة البقرة الآية 195 فقتل النفس واضح بتزويدها بتلك المادة السامة التي تجرد صاحبها من العقل المسؤول عن التكليف ،وبما يأتي يتبين لنا كيف يتسرب ضرر هذا الداء في الجسم البشري ،يقول العلم :إن جدار الأنف غني بالأوعية الدموية ،إذ بمجرد ما يستنشق المتعاطي الكوكايين فإنه يلتصق بالجدار المخاطي للأنف ثم يمتصه الجسم عن  طريق هذه الأوعية ثم يتسرب تأثيره إلى جميع خلايا الجهاز العصبي  وغيره من خلايا الجسم ،ولهذا تتعرض كافة الأعضاء للتدمير ،فيصبح الكائن معطلا لا حياة له ولا استقرار ،ولا سكون يترنح بين العذاب والموت ،ويتأكد قولنا هذا بما صرح به العلماء والخبراء في هذا الميدان ،يقول الدكتور سعد المغربي في دراسته عن ظاهرة تعاطي المخدرات :(إن المخدرات تؤثر تأثيرا متفاوت الدرجات في الوظائف العقلية ولا تسمح لها بممارسة أعمالها ،يقول التقرير الأول لهيئة تعاطي المخدرات بمصر ،إن المدخن للمخدرات يصاب جسمه بالوهن والشحوب والضعف في جسمه ،وغالبا ما ينتهي الإدمان بصاحبه إلى الجنون ،ويقول المؤتر الدولي السابع والأربعون للجمعية العامة للشرطة الجنائية الدولية المنعقد في باناما لسنة 1940 م (إن المخدرات الحديثة انتهت إلى أن الحشيش مادة خطيرة يجب تجنب تعاطيها ،)ومن خلال هذه النصوص يتضح أن المخدرات مخربة للصحة والعقل والجسم والأخلاق كما أنها تبعد المدمن عن الطريق الصحيح وتفصله عن جميع القيم الأخلاقية .  وتقربه من جميع الفواحش و المناكر  ،بحيث يصبح المتعاطي لها كائنا سلبيا لا دور له في المجتمع ،والحياة ولا تأثير له في مجتمعه بالخير ،أما من الناحية الاقتصادية ،فإنه يعرض أولاده للضياع والشتات ،ويدفعهم إلى ممارسة أعمال غير مشروعة ،وحتى هو لنفسه فإنه يدفع تحت تأثير الحاجة إلى ارتكاب الفجور والهجوم على أموال الناس قصد البلوغ إلى هدفه المتعلق بشراء المخدرات ،ومن أجل مصلحة الإنسان نزل القرآن الكريم بتحريمه تحريما قاطعا حيث قال :( ياأيها الذين ءامنوا إنما الخمر والميسر والانصاب والازلام  رجس من عمل الشيطان لعلكم تفلحونسورة المائدة الآية 90 وقال صلى الله عليه وسلم :(كل مسكر خمر وكل خمر حرامرواه مسلم في صحيحه عن ابن عمر ( ض) ونجد الإمام ابن تيمية يقول في هذا الشأن :( إن ضرر المخدرات أقوى من ضرر الخمر ،لأن المخدرات تؤثر كثيرا على الخلايا العصبية التي تحافظ على المعلومات التي يكتسبها الإنسان في حياته .

 

 

طرق العلاج من هذه الأمراض الفتاكة

 

 

يعالج هذا  الوباء بتربية الضمير بمخالطة الصالحين والعلماء وذوي الأخلاق النبيلة وكثرة الذهاب إلى المساجد والإنصات إلى أئمة المساجد أثناء الوعظ والإرشاد مع الابتعاد عن المنحرفين الذين فقدوا ضمائرهم بتعاطيهم لهذه المخدرات ،هذا ونعلم من جانب آخر أن داء آخر قلما يسلم منه إنسان ،إنه داء القلق الذي تعتبر المسكرات مصدرا له ،وهذا المرض يمكن علاجه بقراءة القرآن والرجوع إلى قراءة كتب الصالحين وسير الأولياء والاستفادة من العقول الطافحة بالإيمان والأخلاق الفاضلة ،وفي هذا الشأن يقول العلامة جيمس (إن أعظم علاج للقلق هو الإيمان )ويقول العالم بريل (إن المرء المتدين بالصدق لا يعاني قط مرضا نفسيا )ويستنتج مما تقدم ،أن الطريق الصحيح يتحقق بالضمير الحي الذي يدفع صاحبه إلى التقاط الأخلاق من عقول الرجال الفضلاء والأولياء ،وبالتأمل ندرك أن كل شيئ وجد غايته في مساره الكوني ،فالجسم وجد غايته في التقدم الطبي ،والعقل وجد غايته في التقدم العلمي ،غير أن النفس لازالت تبحث عما يشبع رغبتها ، لحد الآن ،قال خالد بن الوليد لقائد كسرى الفرس في إحدى المعارك (لقد جئتك برجال يفضلون الموت  على الدنيا ) ولا شك  أن الإيمان يعتبر مدرسة كبرى  لتكوين المجاهدين والأبطال وقادة المعارك .

 

 

 

المصـــادر

 

 

 

أضرارالمخدرات  في الشريعة الإسلامية          

 

 للباحث د. عبد السلام  الهبطي الإدريسي

 

دور المدرسة والأسرة للوقاية من آفة المخدرات  

 

للأستاذ زغلول إدريس

 

Hébergement Web offert par www.ADK-Media.com