صور من إعجاز الرسم القرآني والرسم ألتوقيفي

 

بسم الله الرحمـــــن الرحيم

 

صور من إعجاز الرسم القرآني والرسم ألتوقيفي

 

جاء القرءان الكريم لزرع الرحمة في النفوس،وبذر الهداية في القلوب وجمع العقول الطائشة على مائدة القرآن الكريم،وفي نفس الوقت أتى بإعجازه ليتحدى العرب الذين عاشوا تحت مظلة الضلال والعصبية،لكنهم انبهروا أمام فصاحته وتشريعه وأسلوبه ونضمه،أما الرسم ألتوقيفي  فهو ما خالف الرسم العادي أوالرسم القياسي في بعض حروفه، فما رسم وقرئ يعتبررسما عاديا،وما رسم ولم يقرأ،فهو  رسم توقيفي ، ومن صورإعجاز القرآن الكريم ما نلمسه في قوله تعالى: (وفي السماء رزقكم ، وما توعدون فورب  السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون) سورة الداريات الآية:23ومعنى هذا المقطع القرآني الكريم أن رزق كل واحد من المخلوقات موجود عند الله،في سجل الأرزاق،ولكنه يحتاج إلى كد واجتهاد ،فكما أن الأحبال الصوتية تتحرك قبل النطق، فكذلك العمل لا بد أن يتقدم  على الرزق المنتظر، ويلاحظ أيضا في هذاالإعجاز،أن الفعل أتى بصيغة المضارع، ليفيد التجدد والعمل  المتواصل،فلو جاء الفعل بمعنى المصدر،لكان المعنى أن نصيبك من الرزق سيأتي إليك،ولو بدون سبب باعتبار أن هذا المصدر يفيدالجمود،علما أن النطق به أيسرمن النطق بالفعل المضارع، ومع ذلك عدل عنه الخالق سبحانه ، وأتى بالفعل المضارع الذي يتضمن العمل المتواصل بدل المصدر الذي يفيد الجمود وعدم التحرك  وإلى جانب هذا، نقرأ قول الحق سبحانه : (إن معي ربي سيهدين) سورةالشعراء الآية: 62  يفيدنا النص في هذا المجال، أن أتباع موسى عليه السلام، لما رأوا فرعون وجنوده في طريقهم إلى نبي الله موسى والمؤمنين معه، وأمامهم البحر قال أصحابه ( إنالمدركون ) الشعراء 62 فأجابهم ( كلا إن معي ربيسيهدين) أي : قدم الله الخبر على المبتدأ، ليطمئن نبيه على أنه لا يصيبه فرعون وجنوده، فلم يقل (إن ربي معيولكنه قال:  (   إن معي ربي) وفي التقديم ما يفيد أن الله مع نبيه،ولا يمكن لفرعون أن يدركه  بأي حال من الأحوال ، وكان من باب المنطق أن يقول موسى(سينقذني) بدل (سيهدين )) ،لأن الموقف يتطلب الإنقاذ ، وأتى موسى بكلمة ( سيهدين ) لإفادة أن الله سيهديه إلى وسيلة وهي العصا التي سيضرب بها البحر، لينفلق بأمر الله في وجه موسى عليه السلام ، حتى يمر هو والمؤمنون معه ، وبمجرد ما عبره تبعه فرعون، لكن الله أمر البحر أن ينطبق عليه فغرق الجميع باستثناء فرعون نبذه البحر ليكون عبرة لغيره. وهذا بخلاف قوله تعالى   :(    إن الله معنا)سورة التوبةالآية :40  فلم يقل الله (إن معنا الله) لأن تقديم الخبرهنا لا حاجة من ورائه وذلك باعتبار أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان أمام خطر واحد، وهو بحثقريش عليه ، أما الخطر الثاني فهو غير موجود لأن غار حراء يحتضنه عليه السلام، ولهذا فإن الخطر هنا ليس كخطر موسى عليه السلام ، لأنه لو كان النبي صلى الله عليه وسلمبين خطرين، لقال الله تعالى :( إن معنا الله ) وبهذا الأسلوب   يفسر النص كالأول ، أي : أن الله مع نبيه بتقديم الخبر على المبتدأ لتأكيد الاطمئنان للرسول عليه السلام، وباحتضان الغار لنبيه صلى الله عليه وسلم، وأبي بكر الصديق بقي التعبير الشريف في محلــــــــــه وهو قولـــــــــه سبحانـــــــــــه : ( إن الله معنـــــــا )