رمضان رحمة وشفاء من كل داء
- التفاصيل
- المجموعة: تفاصيل
- نشر بتاريخ الثلاثاء, 05 أيار 2020 22:15
- كتب بواسطة: الشيخ الدكتور عبد السلام الهبطي الادريسي
- الزيارات: 703
محاضرة
تحت
عنــــــوان
رمضان رحمة وشفاء من كل داء
المقدمة
منذ ظهور الإنسان على هذه الأرض وهو يقود عجلة التحرك ويبحث عن حياة أفضل ،تليق بما يراه صالحا لمسيرة حياته ،ونظرا لشغفه بحب حياته ،فقد كان يرى وباستمرار أنه ما زال ،في حاجة إلى الرفع من مستوى هذه الحياة ،ومع مرور عجلة طموحه توجه بعقله إلى ما يروقه ويفتخر به غير أن كفة ميزانه كانت تنزلق به إلى منحدر ،لكنه استطاع أن يتغلب عليها بكده واجتهاده وانفتاحه على ما يحيط به ،خصوصا لما علم أن الفلاح في الحياة يعود إلى الاتحاد وجمع الكلمة والبعد عن الزيغ والاندفاع نحو الهاوية وفي هذا الصدد قال الخالق العظيم ( واعتصموا بحبل الله جميعا ،ولا تفرقوا ،واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا )يفيدنا هذا النص الشريف أن التقدم في الحياة يكمن في جمع الشمل وهذا ما أشار إليه حذف الألف من لفظة (إخوانا ) إلى الاتحاد بعد البعد والشتات.
الصبر في رمضان يقوي الإيمان
كل عام وأنتم بخير ،ها هو شهر رمضان الفضيل قد حل ضيفا علينا وفرحنا به وابتهجنا ،لكن صاعقة (كورونا) قد حملت لنا معها أحزانا ودموعا ،وتركت الناس كأنهم سكارى وما هم بسكارى كما قال ربنا العظيم ،سبحان الله فما من يوم يمر بحياتنا إلا ونسمع بانتقال الخلق إلى العالم الآخر وما من ساعة نعيش بين أحضانها إ إلا ويصلنا خبر مؤلم مفاده أن عددا من البشر قد فارق الدنيا أو نسمع بانتقال أسرة قضى عليها وباء (كورونا )وشطب عليها ،فتحولت حياة البشر بذلك من خير إلى شر ومن نعيم إلى جحيم،ومن فرح إلى سرور ومن استقرار إلى فتن ،غير أن رحمة الله كانت وما زالت مع العباد تدخل عليهم الاستقرار والسرور ،وتفيض على قلوبهم نعم السعادة ،وعلى أفئدتهم الصبر والقناعة وصدق الله العظيم إذ يقول (ورحمتي وسعت كل شيء )
الفوائد الصحية للصيام
من رحمة الله بعباده نجد أنه أعطى فضل الصيام كهداية قوية للجسد وكراحة للقلب والجسم البشري من الطعام والشراب المستمر إذ أن مدة الطعام ودورة الهضم تستغرق حوالي ست ساعات ،فعندما تظل المعدة والأمعاء خاوية لأكثر من عشر ساعات هنا تصبح المعدة مهيأة بعد ذلك للهضم بعد هذه الفترة ،فالنبي صلى الله عليه وسلم نجده قد أوصى بالإفطار على تمر أو ماء لماذا لأن السكريات تعطي طاقة ونشاطا للجسد والدورة الدموية قال العلماء ومن الأفضل ألا يتناول المسلم الطعام مباشرة بعد شرب الماء ،لماذا ؟لأن المعدة تكون في حالة استرخاء بسبب الصيام ،فالطعام المباشر هنا من الراجح أنه يسبب عسر الهضم
تعابير رمضانية تنير قلبك
أخي في هذا الشهر الكريم حاول أن تجاهد نفسك قدر استطاعتك واغسل قلبك قبل جسدك ولسانك قبل يديك ،واحذر أن تكون من أولائك الذين لا ينالون من صيامهم إلا الجوع والعطش أخي الكريم في رمضان سارع إلى الخيرات وابتعد عن الحرام وفارق الغيبة حتى لا تفطر على لحم أخيك ،غير اتجاهك وارفع رأسك إلى خالقك وابك ، وأنزل دموعك على صدرك واجعل منها حوض التوبة ، فالله معك ،وهو ليس بغافل عما تعمل ( وإن عليكم لحفاظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون ) سورة الانفطارالآية 11 فهنا يظهر الإعجاز القرآني شامخا فلم يقل الله جل علاه ( يفعلون ) ولكنه قال ( يعلمون ) ليعطي مهلة للإنسان لمحاسبة نفسه ،فإن هو تاب وتغير عقله ،فهنا يقول الله للملك اكتب توفيقه في عمله ،وإن هو استمر في عصيانه فإن التعبير يبقى كماكان. أخي الكريم في هذا الشهر العظيم يتحول المسلم إلى كتلة من نور وشعاع يشع به على الناس بالخير وعظيم النعمأخي المومن في هذا الشهر الفريد من نوعه نعيش مع ليلة شرفها الخالق جل علاه ،وذلك باعتبار أنها ليلة خير من ألف شهر حيث تنزل الملائكة إلى بيوت الله والمساجد المنور ة، لذكر الله وتسبيحه حتى لحظات الفراق مع صلاة الفجر، حيث يقع التوديع وفراق الملائكة للمصين وعباد الله المومنين الذين تقاطرت الدموع من أعينهم بفراق جنود الله الذين نوروا بيو ت الله بذكر الخالق العظيم ،فهنيئا لكل مومن سقطت دموعه على صدره في ليلة القدر ورحمة وبركة لكل من روى ثوبه بمياه عينيه ،أخي العزيز إنها لحظات الخشوع والدموع ولحظات التوبة وطلب المغفرة . أخي وصديقي أسأل الله العلي القدير لي ولك ولسائر الأوفياء الأتقياء الذين إن غابوا لم يفتقدوا وإن حضروا لم يعرفوا مزيدا من التقرب إلى خالق العباد ( يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ) سورة الشعراء الآية 89
الشهد اء كمايراهم المفتون
أفتى الشيخ أحمد ممدوح أمين الفتوى بدار الإفتا ء المصرية قائلا من قاتل في معركة شريفة فمات فهو شهيد ،ومنها شهيد الدنيا وهو الذي دخل المعركة ولكنه كان لا يرجو وجه الله ،فهذا محكوم عليه بأنه شهيد، وجاء من دار الإفتاء المصرية أن من توفي بسبب مرض (كورونا ) فهذا يعتبر شهيدا كما صرح بذلك العلماء وقال الفقهاء إن الشهيد الكامل هو المسلم المكلف الذي قتله أهل الحرب أو قطاع الطرق ،فهذا كما قال أهل
العلم يكفن ويصلى عليه ولا يغسل ويدفن بثيابه ودمه وقال العلماء إن الغريق والحريق والغريب ومن مات في سبيل طلب العلم قالوا إن هؤلاء يغسلون ويكفنون ويصلى عليهم وقال صلى الله عليه (من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله ) متفق عليه وقال صلى الله عليه وسلم (من قتل في سبيل الله فهو شهيد ومن مات في سبيل الله فهو شهيد ومن مات في (الطاعون ) فهو شهيد ومن مات في البطن فهو شهيد ) ثم إن الموت بسبب (فيروس كورونا يدخل تحت اسم الطاعون ) وهو بهذا يصبح في زمرة الشهداء اللهم اجعلنا من عبادك الصالحين آمين
(ربنا لا تواخذنا إن نسينا أو أخطأنا )
المصـــــــــــــــــــــــادر
1 الفرقان بين أولياء الرحمان وأولياء الشيطان لابن تيمية ص8
2 الخوف من سوء الخاتمة للشيخ محمود المصر ي ص 49
3 غرائب الفتاوى للأستاذ أشرف
بقلم الباحث الشاعر دعبد السلام الهبطي الإدريسي

